سلاح الجو السلطاني العُماني
تم تشكيل سلاح الجو السلطاني العُماني في الأول من مارس من عام 1959م ، والذي كان يسمى في تلك الفترة سلاح سلطان عمان الجوي ، حيث كانت به ثلاث طائرات تدريب (بروفست) وطائرتا نقل (بايونير) تعمل على مهبط صغير في بيت الفلج ، وفي عام 1961م دخلت السلاح أربع طائرات (بيفر) ، تبعتها في عام 1967م اثنتا عشرة طائرة (سترايك ماستر) ، ومنذ أن تولى المغفور له ـ بإذن الله - حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه - مقاليد الحكم في عُمان عام 1970م وسلاح الجو السلطاني العُماني يؤدي دوره الوطني المنوط به في حماية أجواء الوطن ، وإسناد أسلحة قوات السلطان المسلحة والمساهمة في بنائه وتنميته ، وإيمانًا من جلالته - طيب الله ثراه - بهذا الدور فقد تم في العام نفسه شراء ثلاث طائرات (كاريبو) وست طائرات (سكايفان) وثـمان طائرات عمودية ، وذلك لتوفير حماية للحركة اللازمة لوحدات قوات السلطان المسلحة العاملة في المناطق الجبلية ، وفي عام 1971م دخلت الخدمة خمس طائرات (فيسكاونت) لتقديم الإسناد اللازم لجهود التنمية في السلطنة ، وفي فبراير 1975م دخلت طائرات (الهوكرهنتر) في خدمة السلاح وأدَّت دورًا مهما في تقديم الإسناد الجوي القريب ، وتنفيذ مهام عملياتية.
وقد مر سلاح الجو السلطاني العماني حاله حال كل أسلحة قوات السلطان المسلحة بالعديد من مراحل التطور والنماء منذ تأسيسه ولغاية اليوم ليصبح قوة جوية ضاربة يعتد بها ، وقد أصبح سلاحا منفصلا عن بقية الأسلحة بموجب مرسوم سلطاني عام 1976م ، كما تغيَّير مسمى سلاح الجو السلطاني العماني من سلاح سلطان عمان الجوي إلى المسمى الحالي في 23 يونيو 1990م.
ويضم سلاح الجو السلطاني العماني عددًا من القواعد الموزعة على كافة مناطق ومحافظات سلطنة عمان، حيث تمثل التطور التاريخي لهذا السلاح العريق ، وقد تم افتتاح قاعدة غلا الجوية في عام 1974 م ، كما افتتحت قاعدة السيب الجوية في 17 سبتمبر 1977م ، بينما بدأ تطوير قاعدة مصيرة الجوية في 1962م لتصبح قاعدة جوية ورصف مدرجها بالإسفلت و افتتحت كقاعدة جوية لسلاح الجو السلطاني العماني في 1 أبريل 1977م ، في حين أن قاعدة خصب الجوية ، يرجع تاريخ مهبطها الأساسي إلى أبريل من عام 1965م ، و تم استخدام قاعدة صلالة الجوية كقاعدة جوية منذ عام 1936م ، و افتتحت قاعدة ثـمريت الجوية في 1 يوليو 1975م . أما قاعدة المصنعة الجوية تم افتتاحها في ديسمبر 2005م ، وقاعدة أدم الجوية تم افتتاحها في 24 يناير 2018م ، في حين تم إنشاء الكلية الفنية الجوية في عام 1974 لتقوم بأدوار وطنية كبيرة في مجالات التدريب والتأهيل في مختلف التخصصات الفنية والجوية.
ولقد أدى سلاح الجو السلطاني العُماني أدوارًا مهمة في خدمة البنية الأساسية للوطن إبان الحقبة الأولى من سنوات النهضة المباركة ، حيث قدم خدمات الطبيب الطائر بالطائرات العمودية والتي كان لها الدور البارز في جميع أنحاء سلطنة عمان وخصوصًا المناطق التي يصعب الوصول إليها بالنقل البري ، كما قدم السلاح خدمات كبيرة أثناء الكوارث الطبيعية والبحث والإنقاذ ، ولا تزال تلك الخدمات التي يقدمها السلاح للمجتمع العُماني مستمرة إلى الآن.